طباعة

ـ كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي ـالعِراقُ| بَغْدادُ

يعاقبُني جسدي المُنهك من السيرِ في طرقاتٍ ممتلِئَةٍ بزجاجٍ طائشٍ ومسامير معتقةٍ بالصدَأِ على قدميّ العاريتين من النسيان فأصابُ بنزيفٍ في أُمِّ رأسي حادٍّ وجارفٍ حدّ التقرحِ وتهيجُ به عاصفةٌ رعديةٌ هوجاء تعبثُ بتلافيفهِ التي تناسجتْ واختلطتْ مع أخاديد من وجعٍ تشقّها حروفٌ متمردةٌ وكلماتٌ جامحةٌ يترددُ صداها كلّ حينٍ في حجراتِ الدماغِ

ويشتدّ صفيرُها في الصماخِ فيتخللُ بينَ دهاليز العقلِ وتُقرعُ طبولُها المزعجةُ في أعماقِ الرأسِ بمطارق إدامةِ التفكيرِ الفولاذيةِ ومعاول البحثِ والتنقيبِ المستمر عن كلِّ جديدٍ ونفيسٍ ، هذا والصداعُ المزمنُ الدائبُ الحركةِ لا يدعُ مجالاً للرأسِ أن يستريحَ ، إنّها عقوبةُ الجسدِ المصاب بالإحباطِ والشعور بالإهمالِ والتجاهل والتمايز بينهُ وبينَ الرأسِ الذي أتعبهُ الإفراطُ وكانَ نصيبُ الجسدِ التفريط ليعلنَ العصيانَ والثورةَ والتمردَ فينصبُ شِراكَ غضبهِ ويقفُ خلفَ شِباك نقمتهِ موجّها أسلحتَهُ وأبخرتَهُ الحارقة لخلايا المُخِّ فتتصارعُ الرُؤى وتتقادحُ الأذهانُ وتتلاقحُ الأفكارُ فيعلقُ جنينُها في رحمِ المعاناةِ ويتغذى من مشيمةِ التصبرِ ومساربِ خيوطِ أغذيةِ الصُداعِ حتى تخرج أجنّّةُ الإحتراقِ براعم تصرخُ من شدّةِ ووطأة وعسرِ الولادةِ وظلمات معاملِ التجديدِ ومناجمِ الإبداعِ والإبتكار إلى حيث الوَهَجِ والنورِ بعدَ لأْيٍ وتفتتِ أَوصالٍ من ألمِ المخاضِ ، وتستمرُ عراجينُ الفكرِ بالتناسُلِ والتلاقُحِ بعدَ أنْ تنصهر الروحُ في أتونِ النارِ الذي يهدهدُ مهدَ الألمِ ويضمّدُ جراحَهُ بولاداتٍ قيصيريةٍ أُخَر فتتنفسُ الأبجديةُ روحاً للحياة .

ـــــــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الإثنين, 03 كانون1/ديسمبر 2018

وسائط